Skip to main content

كثيرًا ما نسمع سؤال: كيف أبدأ مشروعي؟
يُطرح بإلحاح، خاصة من أولئك الذين يتوقون للخروج من روتين الوظيفة أو دخول عالم الأعمال.
لكن في الحقيقة، هناك سؤال يسبق ذلك في الأهمية، وربما في التأثير على المسار كله:
هل أنا فعلاً مستعد لرحلة مشروعي الأول؟

هذا السؤال لا يُطرح للتشكيك، بل للفهم. لأن ريادة الأعمال، رغم بريقها، ليست مجرّد فكرة جذابة أو لحظة حماس على كوفي شوب. بل هي رحلة طويلة، تحتاج وعيًا ذاتيًا، واستعدادًا نفسيًا، وشغفًا صادقًا يجعلك تتحمّل مسؤولية القرار كل يوم.

الاستعداد… لا يعني المال ولا الشركاء

الاستعداد الحقيقي لا يبدأ من البنك، ولا من علاقاتك أو شهاداتك، بل من داخلك.
هل تعرف فعلاً من أنت؟ ما الذي تريده من هذا المشروع؟
هل تسعى نحو الاستقلال؟ أم تهرب من وظيفة لا تحبها؟
هذا الفرق البسيط بين “السعي” و”الهروب” كفيل بأن يغيّر طريقتك في التعامل مع التحديات لاحقًا.

من يبدأ مشروعه وهو غير متصالح مع دوافعه، سيتعب من أول مطب.
أما من عرف لماذا بدأ… فسيجد ما يساعده على الاستمرار، حتى في أقسى الظروف.

المشروع المناسب لا يأتي من السوق فقط… بل من داخلك

من أكبر الأخطاء أن تبدأ باختيار فكرة المشروع بناءً على ما تسمع من السوق فقط.
السوق مهم طبعًا، لكنه ليس المكان الأول الذي تبحث فيه.
ابدأ من نفسك. من مهاراتك، من أسلوبك، من طبيعة العمل التي تُرضيك.

اسأل نفسك:

  • هل أحب العمل الجماعي؟ أم أنني أبدع في العمل الفردي؟
  • هل أتحمّل ضغط القرارات اليومية؟ أم أحتاج بيئة ثابتة؟
  • هل أفضّل العمل خلف الكواليس؟ أم أحب التواجد في الواجهة؟
  • هل لديّ طاقة الاستمرار في مشروع غير واضح؟ أم أحتاج وضوحًا مطلقًا في كل مرحلة؟

الوضوح الداخلي… هو نقطة الانطلاق الحقيقية

إذا كانت إجاباتك واضحة وصادقة، فغالبًا أنت أقرب مما تظن لتحقيق مشروعك الأول.
أما إذا كانت ضبابية، فهذا لا يعني أنك لست مؤهلًا… بل يعني أنك بحاجة للتوقف، لا للتراجع — للتفكير، لا للخوف.

لأن من لا يعرف نفسه جيدًا، قد يتوه في زحام الأفكار، ويقفز من مشروع إلى آخر دون أن يعرف لماذا بدأ أصلًا.
أما من يبدأ من الداخل، فسيرى بوضوح خارطة الطريق… حتى لو تأخر قليلًا.
المهم أن تكون الرحلة نحو مكان يُشبهك، لا مجرد سباق نحو ما يبدو لامعًا في الخارج.

اترك تعليقًا